الخميس، 10 نوفمبر 2011


عــيونك غير / 9






أسمع صوتاً يتلو القرآن, أخشى أن أفتح عيناي و أرى  جسدي على السرير, و أنا روحاً مقبوضة لربها, أستجمعت قواي و فتحتُها

- حور .. الحمد لله على السلامه الحمد لله
أحتضنتني أمي و هي تبكي و أتصل أبي ليخبر جدي أني بخير, أتصلت على أمل و بشرتُها, ما زلت متعبه مع أني نمت يوماً كاملاً, قال الطبيب أني لن أمشي إلا بعكازين و أن حصلت معجزه سأستطيع المشي بطريقةٍ طبيعيه, و أيضاً عليّ ملازمة الكرسي لأسبوع, خرجتُ من المشفى باكراً بعد أن علمتني الممرضه كيف أستخدم العكازين, أشعر بالحنين لكرسيي, كيف سأركنهُ بعد سنوات مع المضي معاً, بعدما تحمل معي كُل شئ سأتكئ على أملٍ جديد من دونه, مشتاقةٌ لرؤياك يا جابر, مشتاقةٌ للقهوه, لأحاديثُنا, لكل الأوراقِ و الجنون، مشتاقه لكل التفاصيل التي جمعتنا معاً, بعد يومين توجهنا للمطار, ركبنا الطائره, أتذكر أني تركت القليل من المالتيزر لوقت العودةِ للوطن, و ها أنا أعود لسمائهِ و أرضه, بالرغم من أن المسافه كانت مجردَ ساعاتٍ معدوده, إلا أنني لم أستطع التحمل
حطت الطائره و بدأ الجميع بالخروج, دفعت أمي الكرسي من خلفي

- يمه تهقين بخافون إذا شوفوني على الكرسي
- ليش ؟
- أنتي ما قلتي لهم أني بستخدم الكرسي مؤقتاً بس .. مو ؟
- إي و الله, غاب عن بالي        

لكني أخبرت أمل لذا متأكده أنها أخبرت جابر, دخلنا ساحة المطار, تلفتُ يميناً و يساراً, سمعت صوت أمل, تناديني و تلوح لي بيدها, بجانبها جابر, كررتُ النظر اليه, لا يرتدي النظاره و عينيه مفتوحتان, ظننتُ لوهلةٍ أن الله أستجاب له دعوتهُ, لكن مقلتيه بيضاوتان, ملامحهُ مختلفه جداً من دون النظاره, تبسمت و تقافز الفرح من شفتي و عيني, سعيده لأرؤيته هاتان العينان التي تبصران مالا أبصره, هاتان العينان التي خبأتُهما عني تبدوان جميلتان جداً كما توقعت, تقدم جابر نحوي مسرعاً في خطواته, و كأن غفير شوقهُ يدلهُ علي, أقترب مني و جثا على ركبتيه أمامي, أنفاسهُ سريعه و متعبه, أنحنى برأسِهِ و وضعهُ في حجري, تمتم بحديثٍ بينهُ و بين الله و شد قبضتهُ على عبائتي, شعرت برطوبةٍ حارةٍ على ساقاي, فعلمت أنه يبكي, جابر بكل كبريائهِ و سطوته, ينحني على ساقاي و يبكي, يبكي كطفلٍ مشتاقٍ لأمه, آلمني قلبي كثيراً, لأني اعلم أنه ما كان ليفعل ذلك لولا أن حنينهُ أنهكهُ كثيراً جداً, مسحتُ بيدي على رأسه  

- أسم الله عليك



تمت ... 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق