الأربعاء، 9 نوفمبر 2011



عــيونك غير / 8







هذه المدينه جميله, تبعثُ في الراحة في قلبي, بصخبها في الليل و عفويتها في الصباح, بطعم البسكويت الذي يبيعه ذاك العجوز أسفل الفندق, ببالونات الأطفال و رقصات الماء داخل الأحواض, كُل شئٍ خارج شرفتي ناعم بطريقةٍ شقيه, الساعة الآن 2:30 مساءً بعد خمسةِ أيام من تواجدي على هذه الأرض, أكتبُ في دفتري, ينساب أصبعي على حافة الورقه ليرسم شيئاً لا أفهمه, شغلتُ لي أغنيه لمياده في مسجلةٍ صغيره أهداني اياها جدي, ذكرني بحب جابر لأقتناء الأشياء القديمه, يفترض أن أرتاح قبل العمليه, فعمليتي في الغد, لكن الأرق صاحبي هذه الليله و أخطط للسهر مع هذه النجوم حتى تمل مني و تغفو, رن جرسُ الباب, من يأتي في هذا الوقت المتأخر ؟, فتحت الباب, فكانت أحدى العاملات في الأستقبال, مدت لي رساله و قالت أن المرسل أستعجل السفاره لتصل لي قبل الغد, و أضافت أنها ما كانت لتصل إلا أن هناك شخصاً يعرفه له مكانتهُ ساعد في إيصالها بسرعه, أخذتُها من يدها و أغلقت الباب, عدت بكرسي إلى الشرفه, قلبتُ الظرف, ليس هنالك طابعةٌ بريديه ولا أسمٌ حتى, نبضات قلبي تتهافتُ من كُل مكان, فتحتُ الظرف فسقطت على ساقاي بتلاتُ زهورٍ مجففه, القيت نظرةً بداخله, أنه مليءٌ بها, أخرجتُ الورقه و فتحتًها

( ما كان هذا الجابر لينحني و يسأل غير الله عنك يا حور, هذه الرسائل و هذه الشمس لا تكفي لتفسر كبرياء القلب, أنا بحاجةٍ لهذا الأغتراب لأتحمل عناء الكتابة لكِ أنتي, لأختزل كُل عواطفي و أصابعي و أدسها هنا بين راحتيك الرقيقتين, رسالتك تلك أوجعتني كثيراً, كمطراً يعاتب أرضاً لا تخبئهُ فيها, أوجعتني لدرجةِ أني نمت على الأرض و أحتضنتُها بشده, خفت عليها من الذبول باكراً, كما أخاف على أصابع قدميك أن يلتحفها البرد في مساءٍ لست بجِواره, ذاك اليوم كنتُ أفكر بالأنسحاب من أوراقك يا حور, فأنت تستحقين رجلاً يحتويك أفضل مني, فكرتُ أنه ربما كان قراراً سريعاً سأندم عليه لاحقاً, لكن بعدما قرأت كلماتكِ, أدركتُ أنك ما كنتِ لتجازفي بحياتك لولاي, حينها فقط شعرتُ بمدى سذاجتي لفتح أذني للهواء الملوث, أتعلمين ما يؤلم هذا القلب أكثر, هو أني لا أستطيع دفع كرسي الحياة معك بهاتين العينين المغمضتين, أخشى أن أعثركِ بطريقٍ مجهول, هذا الفجر دعوت من الله في سجودي أن يعيد عيناي لي للحظه, فقط لأراكِ و أعودُ أعمى          
                                        *أنا مو قد هالحب و الله موب قده*                  )

ابتسمت و أغلقتُ الورقه, وضعتُها في جيب معطفي و توجهتُ نحو المسجل, أخرجتُ منه الشريط و وضعتهُ في ذات الظرف, أتصلت على الأستعلامات و طلبتُ منهم أن يعيدوا الرسالة إلى صاحبها, آمل أن يشعرك صوت مياده أنك جبرت خاطري برسالتك تلك




مين قلك تفتح كل شبابيك سوا
وما تعرف ايا هوا تختار 
مين قلك ترمي شراعك لاخر مدا
وما تنطر حدا ، وهالعمر مشوار
سنين بعد سنين بيلوعنا الحنين
ضايعين نحنا عم ندور على ضايعين
لا تسأل عن جرح ، العمر كله جراح
لا تسأل عن حلم ، ضاع الحلم وراح
هيك ضلك .. عم تفتح قلبك لكل حدا
وحامل جرحك .. وماشي بهالمدى
يمكن شي هوا يرجعنا سوا
ويغمرنا الحنين



- حور حبيبتي توكلي على الله
- لا تتوترين و الله يرجعج بالسلامه

كلمات أمي و أبي تريحني قليلاً, رائحة المعقم تملئ الغرفه, و هذا الرداء الأبيض الذي ألبسوني اياه لا يعجبني, أنحنى الطبيب ليحقنني بالمخدر
Be strong hoor

ابتسمت و أغلقت عيناي, هل سينبض قلبي بعجالةً من جديد ؟
  

يتبع ...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق