السبت، 20 يوليو 2013

أنا هنا!





تحت السقف .. صباح السبت .. أظنه السبت .. الأيام تساقطت على بعضها بعد الأجازة و تحديدًا بعد قرار تغيير إجازة الأسبوع .. مع أن هاتفي يذكرني باليوم في الفجر كل مرة و يكتب ( اليوم الفلاني .. لا يوجد موعد لليوم .. لا يوجد موعد لغد ) و هذا بحد ذاته مأساة! 

قبل أن أقرر الكتابة كنت قد قررت إعادة كتاب الأرهابي 20 من الرف إلى الدولاب مع الكتب المقروءة مع أنني لم أنهي نصفه حتى إلا أنه يحمل من الممل ما جعلني أتركه .. ما لم يجعلني أتركه عند أول صفحة هو الحب .. كنت أبحث عن الحب كما أفعل في كل كتاب مع أن كل كتبي شبة سياسية أو تكاد تكون و محزنة و مشؤومه –باستثناء كتاب طوق الياسمين طبعًا- ثم أخذت كتاب "طعام صلاة حب" من على الرف مع أنني حاولت تجاهله منذ وصوله رف مكتبتي لأنه سمين! أنا أحاول تجاهل الكتب السمينة دائمًا بسبب كسلي في القراءة –هذا أن كان الكتاب ليس مشوقًا بما فيه الكفايه- و أن كان مؤلمًا و قاتلًا بما فيه الكفاية فسأصبح حينها حلزون الكتاب السمين! و أنا لا أريد ذلك لأن آثار الكتاب الجانبية من كآبه ستسيطر عليّ إلى أن أنهيه .. هل أبدو مجنونة ؟! لا أدري لكني أتذكر السنة الفائتة حين سافرت و أخذت معي كتاب خان الخليلي كان ضعيفًا و أنهيته بسرعة فأشتريت لي كتابًا من هناك و كان ذو 800 صفحة و اكثر بقليل إلا أنني أنهيته قبل عودتي لبيتنا لأنني لم أكن أنام في الأيام الأخيرة من السفر

إين كنا ؟ .. حسنًا قبل قرار الكتابة حين أخذت كتاب إليزابيث و بدأت في قراءته و كان خارقًا من صفحاته الأولى .. أحببته حقًا .. مع أنه يعد سردًا لسيرة ذاتيه إلا أنها لم تكن ممله أبدًا .. بين كل رقم و آخر كنت أسأل نفسي ما أن كانت هذة المرأه و حياتها حقيقيتان .. فعلًا! حتى أنني فكرت في كتابة كتاب عن نفسي .. لم لا .. من الجيد بل من الخارق أن يحتفي الشخص بنفسه .. أنها تسكن هذا الجسد البغيض منذ الولادة و هي حقًا بحاجةٍ للأحتفاء .. من خلال كتابة .. أحرف .. ورق و صمغ و بضع خيوطٍ بيضاء .. ياااه كم هذا جميل! 

على ذكر الجمال حين هرعت لشاشة حاسوبي المهترئ للكتابة كنت قد وضعت مسبحة تضيء في الظلام كعلامة للكتاب .. و من الخلّاق أن يصنعوا شيءً كهذا! .. مسبحة مضيئة جاءت لي كهدية .. و بينما أدخل غرفتي كل ليلة لأمثل النوم تضيء هي لتذكرني بأن لا تأخذني أفكاري بعيدًا عنها .. بعيدًا عن الله .. كلما حاولت بمحاولة يائسة لتنظيم أوقات نومي .. أو النوم بالطريقة السليمة على السرير هذة المرة على الأقل –لأني في كل مرة أنام مقلوبة .. و السبب لأنام- أو باغتتني الوساوس التي لا أصل لها في كل مرة مثل 

- ماذا لو لم أستيقظ غدًا مثل رباب؟ هل سأذهب لله طاهرة؟ أنا لديّ ذنوب كثيرة! و أكره مسمى "ذنب"!
- ماذا لو سقطت لوحتي هذة من على الحامل و طبعت كل ألوانها على الأرض .. حينها سأجن حتمًا!
- ماذا لو أنتهت هذة العطلة و أنا لم أنجز لوحات بما فيه الكفاية و أتطور بما فيه الأكفأ ؟!
- ماذا لو أتصلت عليّ صديقة قديمة و أعادت رغبتها في زيارتي و جاملتها كالعادة في حين أني لا أرغب حقًا حقًا في رؤية أيًا من القدماء! 

و بالمناسبة سعدت و حزنت في ذات الوقت حين أخبرتني أمي بأن الرجل الذي كان خطيب رباب سيتزوج! ثم قالت أن الحياة تستمر .. أضفت في بالي "بأشخاص أو من دونهم" و أود حقًا أن أكتب كلامي مع أمي حين نقف معًا في المطبخ و نشغل التلفاز الصغير على قناة الميادين المفضلة لأمي و هي قناة سياسية للأخبار فقط .. و بينما نطبخ و نغسل الصحون نقول كلامًا يجب أن يُكتب، حقًا!
على ذكر الكلام الذي يجب أن يقال، أفكر منذ أيام بأن يأخذني والدي لأي مطار .. فقط أريد أن أجلس هناك لساعات ثم أعود للبيت .. لا أريد شيءً غير أن أرى و قد يفوق ذلك متعة السفر بذاته! 

ثم أنني يجب أن أحج .. أريد أن أحج .. بحاجة إليه إلا أن أسعار الحملات هذة الأيام صارت بأسعار الاأعلم ماذا! .. في القريب ستصير كمهور الفتيات بالأضافة إلى أني لن أذهب لوحدي طبعًا 

أيضًا شعرت براحةٍ كبيرة .. كبيرة .. كبيرة حين حذفت المربع الأزرق من هاتفي و هذا الشعور لم أقله لذا يجب أن أقوله الآن .. أحببت تلك الراحة و الضحكة التي في وجهي .. أحببت كيف أنني سعيدة من دون قلق و التزام و أرقام بيضاء في دوائر حمراء تعلو ذلك المربع 

كنت أتخيل شكلي و أنا جالسة على الكنبة بيدي كتابٌ سمين و علية أسمي و أنا أقول "هذة الطبعة لي،  لي وحدي!" و أضحك! و أجن! ها ها هاااااااا .. سيبدو شكلي مخيفًا مع الخلفية الفرعونية .. لكنني ما أن أنتهي من كتابة القصة التي لا أعلم إلى الآن كيف سأتقدم فيها و يبدو أنني سأقتل الجميع في النهاية لأنتهي منها فحسب فتبدو هذة نهاية مأساوية و سخيفة جدًا فيرمي في وجهي المسؤول عن "قبول الكتب الصالحة للنشر" الكتاب .. أن كان هذا أسمه حتى! بالأضافة إلى أني حين قلت على سبيل نصف المزح بأني سأصير منحرفة في الفصول القادمة و أجابني بـ"نعم! أفعليها!" كان ذلك صاروخيًا و رائعًا جدًا!

ثم .. مممم .. ماذا قد يحدث بعدها .. سأسافر .. سأعمل بعد تخرجي و أسافر لأني أحب هذا الكوكب الوسيم و لديّ أمل و أشعر بأنه حدس أكثر من أمل بأني سأسافر يومًا و سأستغل سفري في الرسم وحده .. في أن أحبَ نفسي 

و لا أعلم لما أشعر بأن بعد تخرجي ستفتح لي أبوابًا حلمت بها دائمًا كما فُتح تخصصي هكذا فجأة و رزقت بصديقات خارقات هكذا فجأة و جائت لنا دكتورتان جميلتان هكذا فجأة و سننقل هذه السنة في الجامعة إلى مبنى جديد أن شاء الله و أفضل بكثير هكذا فجأه!

لأن النعم موجودة لكننا نشعر بها هكذا .. فجأه





8:33 a.m
بعدها أستلقيت على فراشي الذي نقلته للأرض،
تفرقعت فقرات ظهري السفلية و أطلقت تنهيدة و ابتسامة

الثلاثاء، 9 يوليو 2013

..؟






مللت الكلام .. نسيت كيف يكتب ..
أكتب هذا الآن لأني كلما أتى سكتُ عنه لأني أريد أن أكتبه كحكايه .. لأنه أخيرًَا أتى بعد أن كان بعيدًا .. أنه يشبه الحديث الذي أقوله في منتصف كلامي لك فيكون جملة حكيمة أو مفيدة .. يشبه مدحك لي، يشبه الشخصان اللذان قالا لي بأني عبقرية و ضحكت ثم قال لي أحدهما بأني لطيفة و أحبَ كيف أجيبه حين يسألني .. أحبَ حديثي و أحببت طيش كلماته، يشبه كيف ينتقل بك كاتب ما من بداية رتيبه إلى عمق الحدث و الشهقات .. يشبه كيف تحدث الأمور في الأفلام .. كيف يحبون العشاق بعضهم في غضون ساعة أو أكثر بقليل، كيف أن حياتهم تسير مسرعة و نحن بكل قساوتنا نشاهدها و نفرح .. هم بالتأكيد لا يأخذون حقهم منها فلما نفرح! .. أن الممثلين أيضًا قساة لأنهم يتقاضون مالًا على حياة ربما تكون حياة أي شخص في هذا العالم الواسع و ليست فقط خيالاً!

خرجت عن الموضوع صح؟ يغضبك خيالي؟ حسنًا كنت أتحدث عن هذا الكلام الذي ليس كالكلام، الذي هرب من الدفاتر و صار ألكترونيًا بسبب الكسل، الذي يثير فيّ الحب و الهدوء معًا .. بعكسك، أنت تستطيع أن تثير فيّ واحدًا منهما أما الحب المجنون أو الهدوء و القليلٌ منه، أنك و بطريقةٍ ما لست إنسانًا أنت أصلًا فاقدٌ لأبسط أسباب الأنسانية .. انت بحر، أنت مبلل دائمًا حتى أنني أشك بوجود سرطان صغيرٍ مختبئٌ في شعرك أو طحلب .. أو حوت .. حوتٌ عازف، هل شاهدت الفيلم الذي أخبرتك عنه و وعدتني بأنك ستشاهده؟ هل قرأت الكتاب الذي تمنيت حقًا أن أوصله لك أو أن تشتريه بنفسك لأجلي؟ .. لا؟ هل خرجتُ عن الموضوع مجددًا؟ أعلم .. هذا لأني أسرح حين أتحدث .. كيف يحدث هذا؟! أنه يحدث بطريقةٍ سحرية لأني أنسى في الأساس ماذا كنت أفكر فيه لأبدأ في غيره .. 

أنني أشبه الغضب، السخط، و قرار الهدوء المفاجئ، أشبه الموسيقى التي ضيعتها أنت و تهت فيها أنا طويلًا .. نسيتني فيها، أشبه الأغاني التي تأتيني فألحنها و أغنيها بصوتي ثم أبكي و أنا أقولها .. لأنها كلماتي، أنني أعرف كيف أصير شجرة كما قال نزار .. ثابتة و هادئة أو عابسة .. أعرف كيف آتي بالكلام في غير محله و حين أحاول التفسير أزيد الأمور سوءً! أعرف كيف أعترف بالكثير حين تكون بعيدًا عني .. ثم لما لا تعترف لي؟! طلبت منك هذا مؤخرًا و لم تفعله .. طلبت منك أن تكتب لي .. طلبت منك مرتين .. و رفضت .. رفضت طلبي ببساطة و أنت تعرف كيف ألين بالكلمات .. تعرف أن إمرأة مثلي تحتاجها مثل الطعام و الماء .. أو ربما أنت لا تعرف، كيف لك أن تكون بهذة القسوة أمام جميلتك التي أرهف من وردة .. هذة جملتك .. حسنًا سأتوقف عن العتاب و سأستمر بقراءة كتاب "رجال من المريخ و نساء من الزهرة" لأفهمك أكثر ..و معلومة، أنتم لستم من المريخ أنتم من أبعد مجرة عن كوكب الزهريات لأنك تغيضني حد أنني أبحث عن الأجوبة فيك ولا أراها حتى مع نظارتي! 

أين كنا؟ .. كنا مع الكلمات .. الكلمات التي لاتكفي ولا تتسع حتى مع المعاجم .. و على ذكر المعاجم أكمل كتابة قصتي الآن و هذا الوقت من الفجر يريحني .. تؤلمني هذة الحكاية .. أنها تشبه المعجم .. تذكر أني قلت لك كم بكيت بسبب ترتيب مشهدٍ مريع .. أنا لا أريد أن أفعل بالشخصيات هكذا لكن حياتهم هي من تفعل .. أنا سعيدة لأني أكتبها و أكتب أحلامي فيها حتى و أن لم يقرؤوها أحد .. لأنها لا تحتاج لقراءة بل لعيش 
أحيانًا لا أتحدث عنها كثيرًا لكي لا يصبح أكثر من الازم .. مثل الحديث عن اللوحات .. أني أشبهها حين أظن أني قادرة على أن لا أفشل ولا مرة و فجأه أفشل .. ثم أغضب كالأطفال إلا أن الأطفال يغضبون لأسبابٍ حقيقية وليست غبية مثلي .. مثل خوفي من الفشل .. من الخسارة .. من الفقدان .. من أن أصير أقل وأنا يزعجني الأقل .. و هل بقيّ من الكلام "الأقل" ليكتب؟ 
..أني أشبه نفسي فحسب 



قل لي فقط أني أفوق الكلمات لأرتاح
لن تقولها؟!






9-july 2013
6:10 a.m
-------------------

قل لي أن الله معي .. 
الله دائمًا معنا في الطرق الموحشة و الطويلة 
أنه ربي و سيدي و مولاي و معتمدي و رجائي و كل شيء 
 كان معي و الآن هو بالتأكيد معي .. دائمًا معي