الأحد، 8 أبريل 2012

مستحيل يدش قلبي ,






- خلاص بنات سكتو ! دور ليلى
عرفينا بنفسج
- أسمي ليلى, عمري 18 سنة, هذي آخر سنة لي بالثانوية و السنة الجاية أن شاء الله بكون جامعية ... مممم شنو بعد .. بس
- بلا ملاقه ! كملي
- مممم ... أحب الكرز و الألوان الفاتحه, أحب الأوشحة الصوفية و ...  أحب صديقاتي
- بعد في شئ تحبينه تناسيتيه
- شنو ؟
- علينا ليول
- أفكارج غلط !
- هههه, زين بسهلها عليج, هل تتمنين الزواج بفارس أحلامج ؟
- مممم .. أي
- من هو ؟
- قلبي

تصاعدت ضحكات الصبيات عليّ, ثم أدارت الكاميرا نحو فتاةٍ أخرى و حين أنتهت من الجميع " هذا الفديو بحفظه و بعد 5 سنوات بنتجمع هني في نفس الوقت و بنشوفة ", بدت فكرةً جميلةً حينها بكل ما تحمله من رقه و معانٍ بسيطه, و كأن هذه العدسة المُسجلة ستحتفظُ بالزمان و المكان و حتى رائحة القهوة و ضحكات صديقاتي و كُل الأشياء التي غابت عنا ستكون محفوظه و موجودة, و يسعدني حقاً أني أرختُ قلبي و من يملكه فيها, هذا الذي يظهر في ملامح وجهي و انفعالاتي, هذا الذي لا يعرف زماناً ولا مكاناً ليباغتني بشوق و حرف, هذا الذي يترفع عن معانيّ الصغيره التي أحاول أن أعبر فيها عن القليل منه, بدت لي الـ5 سنوات قصيرة و ستعبر مسرعتاً كسابقاتها, لأنه هذا القلب و ما زال ينبضُ فيّ, لكنها مرت على روحي ببطئٌ شديد, و مع كُل صعود نفسٍ في الصباح تتهاوى أوجاعٌ كبيرة تسكنُ روحي, أنا الآن حامل في الشهر الخامسِ أيضاً و أنتظرُ طفلاً جميلاً

بمحاذاتي على السرير و بصوتٍ هادئٍ جداً 
- ليلى ... ليلى
- ها
- قعدي
- جا الصبح ؟
- لا
- كم الساعة أحين ؟
- 2 بالليل
- ليش مقعدني بهالوقت ؟
- ملابسج مليانه دم

أتسعت عيناي نحوه ,ركز نظراته إليّ و بابتسامةٍ صفراء, فزعتُ من فراشي متفقدتاً بطني و متحسستاً ملابسي, أخرجتُ الميزان من تحت السرير و قست وزني مرتين و ثلاث, ثم تسارعت الدموع بالسقوط من عيناي و حمدت ربي أنه كان كابوساً مزعجاً فحسب و أن طفلي ما زال بخير و أستطيع الشعور به

- بسج صياح, رحمي هالياهل إلي في بطنج
- موب قادرة .. أحس أنه يبي ينتقم مني عشاني تزوجت واحد غيره,
في كل مكان أجوفه يا دلال .. حتى في أحلامي ... كلا يبي يقتلني و ياخذ ولدي مني .. أحسه يبي يحرق قلبي مو بس ينتقم
- وليد مستحيل يسويها, إذا يحبج صج ما بشيل ذرة حقد في قلبة عليج لأنه بيعرف أنج مغصوبة و مو بيدج شئ
- لأ, أهو يدعي عليا كل يوم عشان جذي أنا في هالحالة
- أستغفر الله ... ليول أهتمي بنفسج و شيلي هالأفكار من راسج عشان هالطفل و عشان الي يحبونج, ترا و الله بتصيرين مينونه على هالحال
مسحتُ دموعي و حاولت الهدوء
- .. زين شسوي ؟
- كلميه
- وليد ! ...مينونه أنتي, .. و الله لو يدري عدنان جان يذبحني
- في غير جذي ؟ إذا سمعتي صوته و قالج بنفسه أنه مو شايل في قلبه عليج ذيك الحزه بتختفي كل هالهلاوس !

أقنعتني دلال بفكرتها, لكني لم أرد أن يسمع صوتي مُجدداً لأني اعلم أن الماضي سيعود وقتها و لأني أكبر من أن أخون زوجي حتى و أنا لا أحبه, كتبت أسئلتي في ورقة و حدثتهُ دلال بها بعد أن تأكد من رقمها, وضعت الهاتف على السماعةِ الخارجية كي أسمع رده بنفسي, بعد أنتهاء المكالمة شعرت براحةِ كبيره كأن جبلاً من الهموم كان مطبقاً على قلبي و الآن أصبح رماداً ذرتهُ الرياح, ثم أن جملتهُ تلك بعثت الأطمئان في قلبي " أنا ما شلت شئ في قلبي من قبل, بشيل أحين ؟ صج موب راضي بس هذا النصيب و لازم حياتنا تستمر ", أحياناً أفكر, مالذي يجعلني أستمر مع عدنان, هل هو طفلي ؟, أم لأن هذا واقع فُرض عليّ و لتجنب العواقب ليس عليّ أن أرفض أو أعارض شيئاً, من ناحيةٍ أخرى لا أستطيع أن أحملهُ أي ذنب غير أنه لم يسمح لي بأن أكمل دراستي و أحقق أمنيتي تلك


- تدرين, بعد المكالمة كبر في عيني أكثر و زاد حبي له, و عدنان مستحيل يدش قلبي في يوم

؛

                *أكبرُ خطأٍ قد يرتكبه الرجل أن يتزوج فتاةً في قلبها رجلٌ غيره, حتى و أن لم يكن يحبها فهي لن تنساه ..