الثلاثاء، 8 نوفمبر 2011



عــيونك غير / 6







الآن فقط أشعر بما تشعر به الفتاه العاشقه, أصبحتُ أمرر أحمر الشفاه على شفتيّ و أسدلُ شعري على كتفي من دون سبب, أخربشُ قلوباً و أدندن الألحان, مازالت ذاكرتي تعيدُ ذات المشهد مراراً, مع أن محادثتنا القصيره تلك كانت سيئه إلا أنها محمله بالكثير, بملامح وجهه الغاضب و الهادئ في آنٍ واحد, بنسدال أشعة الشمس على نصف ابتسامته, بتصاعد بخار القهوه ليداعب خصل شعره, ذاك الصباح ذاكرتي لا تحملُ سواه, بالأمس ذهبت مع أمل للصالون فقد توسلتني لأقص شعري و أرطب بشرتي بالأقنعه الطبيعيه, لم أكن مقتنعه بالفكره لكنني ذهبتُ معها, تصفحت الكثير من ألبومات قصات الشعر لأجلي و أقترحت الكثير منها لكنني رفضتُها كُلها, أنتهينا بجلسةِ مساجٍ للوجه و ملئتُ حقيبتي بالحلوى التي تباع هناك, الليله ليلة عقدي, سعيده و لكن أشعر بحزنٍ يتملكني, أبدو مختلفه بفستاني الأخضر الطويل مطرزاً بخيوطٍ فضيه تشكلُ زهوراً رقيقه, لكن هل يكفي هذا الفستان لأسعاد جابر ؟

الحفلة عائليه, في صالة منزلنا أستقبلنا النساء و الرجال في المجلس, أمي و أمل لا تستطيعان الجلوس من الفرحه كما هي حال خالاتي و أم و أخوات جابر

- حوروه يا ربي تهبلين, أحس أبي أصورج ألف صوره
- عقبالج أمول
- شعرج الطويل مناسب حيييل للفستان زين ما قصيناه, بس بعد العرس لا أوصيج قصيه
- هيي ما بقصه !  
 
أنتهت هذه الليله بتصفيق الفتيات و أغانيهن و شقاوتهن الفتيه, فستاني يفترش سريري و بجانبه حقيبتي للسفر, لم يبقى سوى يومان لذا من المفترضِ أن أجهز حقيبتي باكراً, مالذي سآخذه معي ؟, الجو بارداً هناك لذا سأحتاجُ وشاحاً و معطفي القطني, سأحتاج الكاميرا لأصور كُل شئٍ و ربما كراسة رسمي القديمه و أقلامي الرصاص و أيضاً دبوس الشعر فهو هديةً من جدتي و غالٍ عليّ, ماذا لو بقي مكانٌ لصوتِ جابر و ملامحهُ, أحاديثهُ و ابتسامته, ذكرياتي معه و ذالك العالم الذي كان صغيراً جداً في عينيه, يا ترى مالذي سأحمله معي أولاً ؟, مالذي سآخذه من هذا الوطن و أرضه ؟, طفوله, رسائل ,جرس المدرسه, شارع الحي, السماء أم أكتفي بالنشيد الوطني في ذاكرتي ؟  

- ها حور, جهزتي ؟
- إي يمه جاهزه
- بسرعه يلا أبوج ينتظرنا في السياره
- يمه ما يصير نظل شوي
- لأ , لازم نتواجد قبل ساعه
 
أبي واقفاً أمام السياره و يسلم عليه جارنا العم مصطفى, فتحت لي أمي الباب و ساعدتني في الصعود, عينايّ على النافذه, أراقب كل شئٍ بتفاصيله الصغيره, أشعر ان المكان يخبرني بأني سأعود يوماً, بأني مازلت الطفلة المدلـله له, طرق العم مصطفى النافذه فأنزلتُها

- تروحين و ترجعين بالسلامه يا بنتي
- الله يسلمك  
            


يتبع ...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق