الجمعة، 18 أكتوبر 2013

غاضبة و ساخطة





في غرفتي أجلس على الأرض و أفتح دفتري 
حديث بيني و بين عقلي و سيستمر هذا حتى نهاية النص*
- حسنًا ماذا سأرسم الآن؟!
- افتحي الهاتف و تخيري صورة كما تفعلين دائمًا 
- هذا محبط .. جدًا
- هذه كذبه .. انتي تكذبين على نفسكِ بأنكِ ترسمين في حين انك فقط ترين الأشياء من خلال الصور و تحاويل الاحساس بها او رؤيتها حقيقة
- أتتذكر مدى سعادتي حين رسمت شيئًا امامي لأول مرة و أعدت ذلك مراتٍ قليلة 
- هذه مهنتي! صحيح اني انسى قليلًا لكني بالتأكيد أتذكر .. كنت سعيدة
- كثيرًا .. أتعلم، يقولون ان على الفنان ان يرسم حتى الاشياء التي في منزله .. اي شيء تقع عينيه عليه 
- هل تفعلين؟
- لا
- خولة أنتي تفكرين بالأمور الشاسعه و تريدين رسمها فقط 
- لأن هذا ممتاز جدًا لي! فائدة رسم حديقة لا تقارن برسم قلم على طاولة مثلًا .. عيني بحاجة للتغذيه و الأستفراغ .. لايمكنها فقط ان ترى ولا ترسم .. افهمني 
- انا افهمك لأني أحتفظ بكل هذه الاشياء الجميله ثم لأنها لا تخرج فأنها تبقى حتى تنسى
- من السخط ان تذهب الاشياء الجميلة هكذا و انا الجائعه التي تريدها كلها
- تريدين السفر؟
- انا مستميته لأسافر يا عقلي .. لم أسافر سوى مرتين في حياتي .. الاولى كنت صغيرة في الثامنة ربما .. ذهبت فيها للعراق و بضع ايام في سوريا .. و الثانيه لأيران منذ سنتين .. فحسب
- ذهبتي للمدينه و مكه ايضًا
- هذا لا يعتبر سفرًا
- كوني ممتنه لانكِ سافرت
- ممتنه لكني ايضًا اريد السفر لأماكن مختلفه .. لدينا المال و الحمد لله و الأستطاعه فما المانع 
- المانع طريقة تفكير عائلتكِ 
- ابي ذهب لكل دول الخليج مع رفاقه بينما نحن في المنزل .. بينما انا لا امتلك الشجاعة حتى لأخراج دفتري و رسم اي شيء في الجامعه .. بينما اقبع في غرفتي طوال الوقت و احاول ان اواسي نفسي بالقراءة او رسم الاشياء من الهاتف
-  الفنان هو اكثر شخصٍ تتعبه الاماكن المغلقة 
- الناس كلهم يسافرون و يكتبون عن تجربتهم و يصورون و يفعلون اشياء كثيرة و انا في بيتي 
- اشكري ربكِ انه لم يجعلكِ في الصومال أو ألاسكا أو من الاجئين و اليتامى!
- الحمد لله لكني لم اطلب شيئًا عظيمًا!
- هو طلب .. صغيرًا كان أم عظيمًا

ثم فكرت 
لو كنت اسافر كثيرًا لما حظيت بهذا الوقت للرسم .. انا لا احظى عليه الآن!
لكن بأمكاني ان ارسم الاشياء التي هناك .. لو كنت شجاعةً كفاية 

"هذا المقطع كان هنا لكني حذفته دون أن أعلم"
قررت أن أفرغ غضبي بالتمارين .. حسنًا هذا مفيد و يفرغ الجسم من طاقته ليصير قادرًا على الغضب! 
السنة الفائته بقيت ارجلي تؤلمني لأسبوعين لأنني جربت تمرينًا من لعبة احبها .. كان مجهدًا و انا فعلته ٢٠ مره!
طيب انا مجنونه و غبيه .. ماذا بأمكاني ان افعل ان كان التذمر من الاشياء لم يعد يكفيني! 
ثم ان التمارين لا تؤذي احدًا كالتذمر -انا الشخص الهادئ في المنزل لذا حين اتذمر لوحدي ينزعج مني الجميع- على العموم ساقايّ يؤلمانني مجددًا الآن .. سأنتظر حتى أطيب و أعود 
ها ها هاااااا

*هذا الأمر يتعبني جدًا و يحبطني -سبب لي كآبة ليومين لذا كتبت- .. و من المؤلم أن أشارك الناس في حكايتي بينما عائلتي لاتدري انني اكتب اصلا

***

- أتعلم .. شهرين فقط .. مر شهرين فقط و كأنهما قرنين! .. نحن في الشهر الثالث من الصمود الغبي و أنا أذوب 
- في حالات الحنين الكبرى؟
- لعن الله هذه الحالات يا عقلي .. لعن الله الشيطان .. و لعن الله تفكيرك!
- أنا أشفق عليكِ
- لو كنت تكف عن التفكير لما لعنتك مع الشيطان
- ليس لي دخل! انه قلبك الذي لا يتحمل شيء!
- اووووه! انت تلوم قلبي و قلبي يلومك و هكذا دواليك! و انا الضحية دائمًا !

صرت أنسى كثيرًا لأن بالي دائمًا مشغول بالواجبات .. ربما زهايمر مبكر .. هذا أفضل كي لا أفكر فيك
ثم مابك هذه الايام؟ .. لا تتحدث و اذا تحدثت بالإيجاز الذي لا أفهمه .. لا أريدك ان تقول شيئًا أعلم أن الكلام يتعبك ولا يكفيك .. تحملت غيابك رغم أني أجهل سببه ولم أحاول أن أؤذيك .. في كل مرة أشتمك حين أتوقع وجودك ولا أراك .. أنت هكذا تضعني بين الأحتمالين .. خائفة عليك و مع ذلك أشعر بأنك مرتاح .. على فكرة لتوي رأيتك في الكتاب و هذا خبرٌ سعيدٌ بحجم المجرات! الحمد لله و أظن هذا سبب غيابك .. لن اقول لك رأيي الآن لذا لا تنتظره

حين سألت جديلتي عنك همست لي بأنها تشتاق أنفاسك 
انها تذكرني بي حين أنام و في عيني خط نهر أحمر لأني أجلس امام الشاشه بأضواء مغلقه .. و حين أصلي الفجر و أقرر أن أنام أجدك على سريري .. نائم .. هادئ و جميل .. أتأكد من أن اللحاف على قدميك .. أستلقي بجانبك .. أحتضنك من خلفك و أنام 
و حين أجلس ظهرًا على صوت أمي و هي توقطني للصلاة كعادتها و عادتي .. أخلع جواربي الوردية بقدميّ الكسولتين .. اليمنى تخلع جورب اليسرى و اليسرى ترد الجميل ثم يبقى الجوربان تحت اللحاف حتى ليلة أخرى .. أو سهر آخر حيث أجلس أنا أمام الشاشه أشاهد فيلمًا ما أو أعمل على بحثٍ ما بينما تدور أغنية حب في الخلفية .. اقصد في الغرفة .. سيكون أسمها "side by side" .. اسميتها هكذا ..لأنها مناسبة للوضع .. اقوم كل ربع ساعة من مكاني لأطمئن عليك و أقبل خدك في حين أني لا أدري لما تبقى نائمًا طوال الوقت ولا تحدث إي تفاعل مع المشهد 
يبدو أنك لست فيه 

أو ربما أنا أتوهم 
على العموم تحدث أشياء كثيرة مثيرة للأهتمام حين السهر.. أستيقظ كي تراها!

You know .. I miss the days when we were together .. It's like fancy stuff .. You are with me but you are not with me at the same time .. I hope you're really with me in bed .. We can do many things when we are on the bed ..We read books ..Sing ..Riot each other ..hug you throughout the night, for example ..mmmm just like this

جاء الشتاء و سأقول لك بأن تنتبه لنفسك مثل كل مره 
الشتاء الماضي قلت لك ما اتمناه فيه .. الآن لم تتغير امنياتي لكنها زادت .. تغطى جيدًا و احرص على الاتذهب للمشفى لأن من فيه قتله كما اخبرتك سابقًا .. انتبه لنفسك 

أحبك 
و أحبك أكثر 
و سأبقى هكذا دائمًا .. هذه الكلمة كانت لا تروق لي .. لكنها الآن باتت مختلفه لأننا لم نسمعها كثيرًا من بعضنا 
في بالي كلام كثير .. منه انني أود حياكة وشاحٍ آخر أزرق .. بخيطٍ رفيع 
لأنني لست راضية على الوشاح الأسود 
ممممم 
ربما هذا فقط



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق